
في عالم متسارع لا يعترف إلا بالإنجاز، تبدو الفرص كأنها لحظات نادرة الحدوث، تمر بسرعة، لا يلتقطها إلا من كان يقظًا، مستعدًا، ومؤمنًا بأن كل فكرة يمكن أن تصبح واقعًا. لكن الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون أن الفرص ليست حظًا عابرًا، بل صناعة شخصية تبدأ من فكرة صغيرة.
كثيرًا ما نقول: "لو كانت لدي فرصة لفعلت كذا..."، بينما في الواقع، الفرصة تبدأ من قرارك بأن تجعل فكرتك تنمو. فكرة مشروع، تطوير ذات، تعلم مهارة، حتى مبادرة صغيرة في بيتك أو مجتمعك — كل واحدة منها تحمل بذرة فرصة تنتظر من يسقيها.
لا يكفي أن تحلم بفكرة عظيمة. يجب أن تحول هذه الفكرة إلى خطة، حتى لو كانت أول خطوة بسيطة. اكتب فكرتك، ضع لها أهدافًا واضحة، وابحث عن مصادر لتتعلم، أو شركاء يؤمنون بها. كل خطوة تقربك من تحويل الفرصة إلى واقع.
أغلب الفرص الحقيقية لا تأتي من أول محاولة ناجحة، بل من سلسلة تجارب، قد تبدأ بالفشل وتنتهي بنجاحٍ لم يكن في الحسبان. من يهرب من أول عثرة، يهرب من فرصة تعلم عظيمة.
لا تبحث كثيرًا في الخارج عن "الفرصة المناسبة"، بل اصنع نفسك لتكون أنت الشخص المناسب. تعلّم، طوّر ذاتك، افتح أبوابًا للناس، ولا تنتظر أن يُفتح لك الباب.
نحن لا نعيش الحياة مرة أخرى، لذلك كل يوم، كل ساعة، كل قرار صغير — هو فرصة. لا تسخر من فكرتك، ولا تقلل من نفسك. بدل أن تسأل: "هل هذه فرصة جيدة؟"، اسأل: "كيف أجعل منها فرصة حقيقية؟".